المصري العلماني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المصري العلماني

المصري العلماني
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رد على منير مجاهد: محنة الهوية المصرية(1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Michel
مشرف قسم المكتبة العلمانية
مشرف قسم المكتبة العلمانية
Michel


المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 30/08/2008

رد على منير مجاهد: محنة الهوية المصرية(1) Empty
مُساهمةموضوع: رد على منير مجاهد: محنة الهوية المصرية(1)   رد على منير مجاهد: محنة الهوية المصرية(1) I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 09, 2008 7:11 pm

مجدي خليل

على مدى يومي 9 و10 أغسطس 2008 كتب السيد الفاضل دكتور محمد منير مجاهد مقالين بجريدة البديل علق خلالهما على محاضرة نيافة الأنبا توماس أسقف القوصية في معهد هادسون بواشنطن، وقد حمل المحاضرة بأكثر مما تحتمل وكذلك علق على مقالة لي بعنوان "معاقبة الأقباط على وطنيتهم" بطريقة مغلوطة أيضا. وحول ما كتب لي عدد من الملاحظات:

أولا: يستهل د. مجاهد مقالته بتحفظه من الأساس على أن يحاضر الأسقف في معهد هادسون المعروف بانحيازه إلى إسرائيل على حد قوله، وهى تهمة محفوظة ومكررة، وهو هنا يكرر ما ذكره موقع عربي معدوم المصداقية يبث من واشنطن، وهى معلومات غير صحيحة حيث أن معهد هادسون مؤسسة محترمة يأتي ضمن أهم مركز الدراسات السياسية في أمريكا، وهو معهد يميني يميل أكثر إلى أجندة الحزب الجمهوري مثله مثل مؤسسة هاريتج وأمريكان انتربرايز وغيرها من المعاهد ذات التوجه اليميني. وهذه المؤسسات علاوة على تبنيها لأجندة اليمين الاقتصادية فهي أيضا تتبنى أجندة محافظة أخلاقيا يرفضها اغلب اليهود في أمريكا الذين يميلون للمؤسسات المنحازة للحزب الديمقراطي ذات التوجهات الليبرالية. وهناك من المعاهد اليهودية الكثير والتي تعمل وفقا لأجندة واضحة منحازة لإسرائيل مثل منظمة أيباك ومعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى والمعهد اليهودي لشئون الأمن القومي ومنتدى الشرق الأوسط...الخ.

أما إذا وسعنا القياس فسنتهم الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية ومؤسسات العدالة الدولية ومعظم المؤسسات والمعاهد الغربية بالانحياز لإسرائيل والنتيجة المنطقية هي مقاطعة الغرب والعداء للعالم. أما أخطر ما في هذا الطرح فهو اتخاذ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي كمعيار لتقييم كل شيء ومعيار نقيم من خلاله الصالح والطالح، وهذا توجه خطير ومضر جدا بمصالح مصر، وقضية فلسطين ليست هي القضية الوحيدة العادلة في العالم وأنا مؤمن بعدالتها، ولكن للأسف جزء كبير من التدهور الذي تعيشه مصر حاليا ناتج عن توظيف قضية فلسطين لصالح دعم الاستبداد وإطالة عمر الأنظمة الفاسدة ونشر ثقافة الهوس والكراهية وإلهاء الشعوب وتحويل اتجاه الغضب الشعبي بعيدا عن توظيفه في تغيير الداخل.

علاوة على ذلك فأن كبار المسئولين والكثير من الشخصيات العامة المصرية غير الحكومية تتحدث أمام أكثر المعاهد المنحازة لإسرائيل، بل والعلاقة تتجاوز الحديث إلى التنسيق والتعاون في ملفات محددة، واستطيع أن أسمي عشرات الشخصيات المصرية التي تحدثت أو زارت أو وسطت هذه المعاهد في السنوات العشر الأخيرة كما تابعتها في واشنطن، فلماذا فقط عندما يتحدث قبطي أمام معهد مستقل معروف تقوم القيامة في حين لم نسمع صوتا للاعتراض على كل هذه الشخصيات المصرية التي تتعاون مع معاهد يهودية بل وإسرائيلية في واشنطن وغير واشنطن؟.

ثانيا: يعلق الدكتور مجاهد على عنوان مقالتي "معاقبة الأقباط على وطنيتهم" بقوله "هو عنوان كما نرى يحصر الوطنية وحب مصر أساسا في الأقباط، ويتضمن أن التمييز الديني الحادث اليوم - والذي نناهضه - لا يعود لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية يمكن مقاومتها وتصحيحها، ولكن يعود لعقاب ينزله الخونة بالقابضين على جمر الوطنية"، أم قراءة خاطئة للمقالة وللعنوان وتربص لا مبرر له، من قال لك يا ترى أن معنى ذلك نفى الوطنية عن المسلمين، هل لهذه الدرجة لغتي العربية غير مفهومة، أم إنك تتخيل ذلك وتفترضه؟، أم تتنبأ بأن هذا ما اقصده بالفعل؟. لا يا سيدي تحليلك خطأ والمعنى واضح ولا يحتاج إلى قراءة أخرى. لا أحد يحتكر الوطنية التي هي ميراث كل المصريين ونتاج نضالهم المشترك. ومن العبث أن يقول أحد أن المصريين المسلمين الحاليين هم من جاءوا من الجزيرة العربية مع الغزو العربي، فهذا ضد المنطق وضد العلم وضد التاريخ الصحيح، وأنا شخصيا لا يمكن أن أقول ذلك ولم اقله أبد. وحتى ولو وصفنا أقباط مصر بالمواطنين الأصلاء والمصريين الحقيقيين فنحن لا ننفى ذلك عن غيرهم وإنما نؤكده بالنسبة لهم، وهو دفاع ذاتي لتشجيعهم على تحمل ما هم فيه من تمييز واضطهاد نتيجة تمسكهم بدينهم وبهويتهم المصرية.

ولكن هناك هجوم وعقاب للأقباط على وطنيتهم من أناس جهلة ومتطرفين وليس من شخصيات وطنية مثلك ومثل الكثير من المسلمين المنصفين المؤمنين بوطنهم، وأنا اربأ بك أن تدافع عن هؤلاء المتطرفين والغوغاء.

أما تحليلك للتمييز الديني الذي نقاومه فهو مبنى على القراءة الخاطئة السابقة، وأنا أتفق معك في أسبابه ولكنك نسيت أهم سبب للتمييز الديني، وهو السبب الديني الناشئ عن الاختلاف في الدين، وإعلاء الدين على الوطن، وغياب القوانين التي تنتصر للمواطنة، والتخطيط المنظم من الحكومة ومؤسسات الدولة لنشر هذا التمييز، بل وانتصار الدولة ومؤسساتها للدين على حساب الوطن...وكل هذا يصب في معاقبة الأقباط على وطنيتهم من هؤلاء الذين لا يعرفون معنى للوطن وللوطنية، ولهذا تراجع التمييز الديني في فترات المد الليبرالي وفى فترة إحياء الوطنية المصرية وفى فترات مقاومة العدو الخارجي، بل ونجد رواد القومية المصرية من لطفي السيد إلى فرج فودة كلهم كانوا ضد التمييز الديني وعملوا على محاربته، رأيت كيف أن إحياء الوطنية المصرية يصب في مقاومة التمييز الذي هو أساسا استعلاء ديني في مواجهة الآخر المختلف دينيا وإبراز ورقة الدين للحصول على ميزة لا يستحقها في مواجهة الآخر الديني.

ثالثا: يقول الدكتور مجاهد أن أطروحات الأسقف تجد صداها في كتابات بعض الأمريكيين من أصل قبطي ومنهم كاتب هذه السطور على حد قوله، أذا تصوري أن التوفيق خانك تماما في هذه العبارة ولا اعرف ماذا تعنى بأمريكي من أصل قبطي، هل تقصد أمريكي من أصل مسيحي، إذا كنت تقصد هذا فالجملة لا معنى لها تقريبا.أما إذا كنت تقصد من أصل مصري فنحن أقباط مصريون، وهذه الجملة في هذه الحالة لا تصلح هكذا ولا تليق في حديث مصري على أرضية مصرية وفى صحيفة مصرية. يقال أمريكي من أصل مصري هنا في أمريكا باعتبار الجنسية مكتسبة أما في بلادهم الأصلية فلا يقال لهم هكذا ولا يليق.

هل تقول عن رئيس الوزراء المصري الكندي أنه من أصل مصري مثلا، وهل تقول عن وزير الإسكان المصري – السعودي أنه من أصل مصري( ويقال أنه قد كان تخلى حتى عن جنسيته المصرية)، ونصف مجلس الوزراء تقريبا يحملون جنسيات غربية، والكثير من رجال الأعمال يحملون جنسيات كندية، والغالبية العظمى من أولاد المبعوثين لأمريكا ولدوا هنا وحصلوا على الجنسية الأمريكية، وأبناء وأحفاد الكثير من كبار المسئولين في مصر يحملون الجنسيات الغربية وخاصة الأمريكية، وحتى منى ابنة عبد الناصر ،الذي هيج العداوة ضد الغرب وضد أمريكا أتضح إنها تحمل الجنسيتين البريطانية والكندية علاوة على جنسيتها المصرية، نحن نحمل جنسيات أجنبية ومصر تعيش في أعماقنا وفى نفس الوقت نحترم ونقدر البلد الذي منحنا جنسيته ونحترم ثقافته ونلتزم بقوانينه، وغيرنا يحمل جنسيات هذه البلاد ويكن لها الكراهية وبعضهم يتآمر عليها وفى نفس الوقت ليس لهم انتماء حتى لبلدهم الأصلي فهم مشتتو الانتماء، هؤلاء هم الذين يعلون الدين على الأوطان.

رابعا: قلت في مقالتي أن محاضرة الأنبا توماس تمثل قراءته الشخصية للتاريخ ولا تعبر عن رأى الكنيسة ولا عن رأى أحد سواه وهناك من يتفق معه فيها وهناك من يختلف، المسألة تتعلق بالإرهاب الفكري الذي مورس عليه والسبب معلوم وهو إخراس أي صوت قبطي حتى لا يتجرأ على الثوابت الإجبارية المزيفة والتي فرضت على المصريين كلهم خلال قرون طويلة تحت ظل دولة الخلافة، ودول المرتزقة الذين جاءوا إلى مصر من كل حدب وصوب وكان همهم الأول السلب والنهب والغنائم والفيء وجمع السبايا والغلمان، والتي تجرأ عليها المصريون من دعاة القومية المصرية خلال عصر النهضة المصرية وعلى رأسهم أساتذتنا لطفي السيد وطه حسين وعلى عبد الرازق وسلامة موسى وحسين فوزي ولويس عوض وغيرهم الكثيرين .يقول ألبرت حوراني في كتابه القيم " الفكر العربي في عصر النهضة"، "كان التيار الرئيسي للقومية المصرية في عصر النهضة فرعونيا أو متوسطيا ولم يكن عربيا" (ص321). وعن احمد لطفي السيد كتب ألبرت حوراني" لا يحدد لطفي السيد الأمة على أساس اللغة أو الدين ، بل على أساس الأرض. وهو لم يفكر بأمة عربية أو إسلامية بل بأمة مصرية... وقد ذهب إلى أن الأمة الإسلامية ليست قومية حقيقية العربية"(ص 184قائلة بأن أرض الإسلام هي وطن كل مسلم إنما هي فكرة استعمارية تنتفع بها كل أمة استعمارية حريصة على توسيع رقعة أراضيها ونشر نفوذها... ولم يكن لطفي السيد يعتبر المصريين جزءا من الأمة العربية"(ص 184،185،18(.

وهناك سجالات منشورة بين السوري ساطع الحصري وطه حسين حول القومية العربية والقومية المصرية..واستطيع أن انقل عشرات الصفحات في هجاء العروبة دونها دعاة القومية المصرية من المسلمين والمسيحيين، ولهذا نحن نسير على هدى أساتذتنا رواد عصر النهضة وما قاله الأنبا توماس لا يمثل سوء جزء يسير مما تركوه من تراث بالغ الوطنية.

المشكلة الأساسية كما يقول ألبرت حوراني "العرب لم يكن بإمكانهم فصل القومية عن الإسلام بالقدر الذي فعله الأتراك، فالإسلام كان من فعل العرب في التاريخ، وهو الذي بمعنى من المعاني، قد صنعهم ووحدهم وأعطاهم شريعتهم وثقافتهم".

والمشكلة الأخرى أن كثير من المستعربين فشلوا في هذا الفصل بين الدين والعروبة كما فعل الفرانكفونيون والكومنولثيون، فنحن أرابفون،أي متحدثون بالعربية، ولسنا عربا ... مثلنا مثل المستعمرات الفرنسية والإنجليزية السابقة المتحدثة بالفرنسية والانجليزية.

وللأسف عاد الإرهاب مرة أخرى من خلال الفاشية العسكرية والدينية التي اجتاحت مصر منذ عام 1952 وحتى الآن ليكمموا الأفواه وليؤسسوا لعودة الدولة الدينية العسكرية الفاشية الأمنية، وخبت القومية المصرية، وعاد المجتمع مرة أخرى لاجترار أفكار عصر الانحطاط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رد على منير مجاهد: محنة الهوية المصرية(1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المصري العلماني :: عام :: اوراق مصرية-
انتقل الى: