حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي من عصر سباق نووي جديد .
وقال البرادعي في حديث لصحيفة "الغارديان" البريطانية ان العدد الحالي للدول النووية الرئيسية قد يزداد أو يتضاعف في غضون السنوات القليلة المقبلة إن لم تبادر القوى النووية العظمى إلى اتخاذ خطوات عملية للحد من انتشار الأسلحة النووية .
وأوضح البرادعي ـ الذي تنتهي فترة رئاسته الثالثة للوكالة الذرية أواخر شهر نوفمبر القادم ـ أن التهديد من خطر انتشار الأسلحة النووية يقع بشكل خاص في الشرق الأوسط والتي وصفها بـ"القنبلة الموقوتة".
وأعرب خلال المقابلة ـ التي وزعتها اليوم دائرة المقتطفات الصحافية في الامانة العامة للوكالة الذرية ـ عن اعتقاده بأن النظام الحالي لمنع انتشار الأسلحة النووية بات يواجه بدوره خطر السقوط تحت وطأة الغبن وعدم المساواة .
كما حذر البرادعي من أن نظام منع الانتشار النووي أصبح يواجه خطر الانهيار في ظل الانتشار غير المسبوق من لتكنولوجيا الأسلحة النووية .. وقال "اننا نعيش في عالم إذا كان لديك أسلحة نووية فيه فإنه يصبح بامكانك أن تشتري القوة وبالتالي شراء الضمانات ضد أي هجوم .. لكن ينبغي على الجميع أن يدركوا أن هذا لا ينطبق على تلك الدول التي لا تملك أسلحة نووية وخصوصاً الدول التي تقع في مناطق النزاعات" .
وتوقع أن تنطلق الموجة المقبلة من الانتشار لتشمل الدول الرئيسية التي تملك أسلحة نووية افتراضية أو تلك التي يمكن أن تنتج البلوتونيوم أو اليورانيوم العالي التخصيب وبالتالي تملك ناصية المعرفة لصنع الرؤوس الحربية .
ولم يستبعد البرادعي أن يكون من بين تلك الدول دول أعضاء في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في الوقت الذي تصبح فيه خلال أشهر قادرة على الانتشار واستخدام الأسلحة النووية .. مشددا على أن هذه الحالة نراها في إيران الآن وهي ما يثير قلق الشعوب .
وتوقع أيضا أن يزداد عدد الدول النووية في العالم ليتراوح ما بين عشر و عشرين دولة خلال فترة زمنية قصيرة .. مشيرا إلى ان أن انتشار تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم سيتواصل في مختلف أنحاء العالم .
وعبّر البرادعي عن قلقه البالغ إزاء منطقة الشرق الأوسط التي تعاني شعوبها حالة إحباط نتيجة الضغوط التي تمارسها عليها حكوماتها إضافة إلى شعورها بالقهر والظلم من العالم الخارجي الأمر الذي يجعل الشرق الأوسط أشبه بقنبلة موقوتة .
و حذر البرادعي من احتمال حصول المنظمات الإرهابية على أسلحة نووية وقال "إن ذلك يشكل خطراً هائلاً على العالم" .. مشيرا إلى ارتفاع الخطر الذي تمثله حركة "طالبان" في باكستان التي بدأت تعاني من حرب داخلية في الوقت الذي تملك فيه أسلحة نووية .